أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

جولة ساحرة في حدائق مراكش: استكشاف سحر حديقة المنارة وحديقة ماجوريل

اكتشف جمال ماجوريل والمنارة 

تُعرف مدينة مراكش بحدائقها الساحرة التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من هويتها وجمالها، فقد كانت الحدائق عنصرًا مهمًا في الحضارة المغربية منذ القدم، حيث تعكس التناغم بين الطبيعة والفن المغربي الإسلامي، و من بين أشهر هذه الحدائق، نجد حديقة المنارة وحديقة ماجوريل، اللتان تعتبران معالم سياحية رئيسية، كما تتميز هذه الحدائق بجمالها الطبيعي الساحر، وتاريخها الغني الدي يجسد الحضارة المغربية العريقة، واهتمامها بتقديم تجربة فريدة لكل الزوار الوافدين عليها.

استكشاف سحر و خبايا حديقتي المنارة و ماجوريل في المدينة الحمراء
جمال حدائق مراكش "المنارة و ماجوريل"

حديقة المنارة: التاريخ والجاذبية الهادئة في قلب مراكش

يعود احداث حديقة المنارة إلى القرن الثاني عشر الميلادي، حيث بُنيت في عهد السلطان الموحدي عبد المؤمن بن علي، و قد كانت الحديقة تُستخدم كمنتزه ملكي ومكان للتدريب العسكري، مما يبرز مكانتها التاريخية وأهميتها، تقع الحديقة على بُعد حوالي ثلاثة كيلومترات من وسط مراكش، وتتميز بموقعها وسط بساتين الزيتون وبحيرتها الاصطناعية التي تضم أنواعا كثيرة من الأسماك، و بفضل خضرتها و طبيعتها و مناظرها الرائعة فهي تعتبر من القبلات المميزة التي تجدب عددا كبيرا من السياح من مختلف البقاع.

ما الذي يجعل حديقة المنارة وجهة فريدة في مراكش؟

تستمد حديقة المنارة جاذبيتها من طابعها الهادئ والطبيعي، حيث يشعر الزائر وكأنه في ملاذ بعيد عن صخب المدينة، و البحيرة الاصطناعية التي تتوسط الحديقة و بعد أن انت تُستخدم لتدريب الجنود على السباحة، هي اليوم تجذب الزوار للاستمتاع بجمال انعكاس أشجار الزيتون وجبال الأطلس على سطح الماء، و يحيط بالبحيرة جناح ملكي صغير يُعرف باسم "المنارة"، وهو مبنى ذو طابع معماري أنيق و جذاب، يعكس جمالية العمارة المغربية التقليدية.

استكشاف حديقة ماجوريل: تحفة فنية تلهم الزوار من كل أنحاء العالم

حديقة ماجوريل تُعتبر أحد أجمل الحدائق في المغرب وأكثرها تميزًا، و تعود فكرة إنشاء الحديقة للفنان الفرنسي جاك ماجوريل، الذي بدأ في تطويرها خلال الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، و تمثل حديقة ماجوريل مزيجا من الفن الأوروبي والثقافة المغربية، حيث صُممت لتكون ملاذًا هادئًا يعكس حب الفنان للنباتات المتنوعة والألوان النابضة بالحياة، و بعد وفاته، قام مصمم الأزياء الشهير إيف سان لوران بشرائها وتجديدها و وضع لمسته الخاصة على العديد من جوانبها، مما ساهم في جعلها معلمًة بارزة في المدينة.

الألوان والأزهار: تجربة بصرية لا تُنسى في حديقة ماجوريل

تشتهر حديقة ماجوريل بانتشار اللون الأزرق الكوبالت، الذي يُعرف بـ"الأزرق الماجوريل"، وهو لون يُضفي سحرًا خاصًا على الحديقة، و يُستخدم هذا اللون بشكل واسع على جدران المباني، الأواني الفخارية، و النافورات، مما يُضفي عليها طابعًا فنيًا فريدًا، كما تضم الحديقة مجموعة كبيرة من النباتات النادرة والمتنوعة، ابتداء من الصبار والنخيل إلى البامبو والنباتات المائية، كما يُمكن للزائرين الاستمتاع بجمال الأزهار وتنوع ألوانها، مما يجعل التجول في الحديقة تجربة غنية و مريحة للعين والروح.

عناصر التصميم في حديقة ماجوريل: مزيج بين الفن والثقافة المغربية

تم تصميم حديقة ماجوريل بعناية لتجمع بين عناصر العمارة المغربية الإسلامية والتأثيرات الأمازيغية، مما يجعلها مثالًا حيًّا على التنوع الثقافي، كما يمكن للزائرين الاستمتاع بمشاهدة تفاصيل دقيقة، مثل الفسيفساء التقليدية، وزخارف الجدران، و نافورات الماء الرائعة، التي تعكس الذوق الفني الذي تميز به جاك ماجوريل، و تحتوي الحديقة أيضًا على متحف البربر، الذي يعرض قطعًا من المجوهرات، الأزياء، والتحف الأثرية التي تنتمي إلى الثقافة الأمازيغية، مما يوفر للزوار تجربة ثقافية شاملة.

المتحف البربري في حديقة ماجوريل: رحلة إلى حضارة عريقة

يضم المتحف البربري مجموعة من القطع التي تعبر عن التراث الأمازيغي، مثل الملابس التقليدية، الأواني، والزخارف اليدوية، و يساعد المتحف الزوار على استكشاف و فهم عميق لجذور الحضارة المغربية وتنوعها، كما يعتبر المتحف قيمة مضافة للحديقة، حيث يجذب الزوار من داخل و خارج المملكة و لا سيما منهم المهتمين بالثقافة المغربية والأزياء التقليدية.

أهمية حدائق مراكش: جاذبية طبيعية وسياحية لا تقاوم

تساهم حدائق مراكش في تعزيز مكانة المدينة  الحمراء كوجهة سياحية عالمية، حيث تجذب السياح من مختلف الجنسيات للاستمتاع بجمالها، فحديقة المنارة تقدم للزوار تجربة هادئة تحيطها الطبيعة وجبال الأطلس في الخلفية، بينما تقدم حديقة ماجوريل تجربة فنية غنية بالألوان و الثقافة، تعد زيارة هذه الحدائق فرصة للهدوء و الراحة النفسية و التأمل، و كدا تصوير و جمال الطبيعة و الفن و الابداع الإنساني، مع استكشاف بعض جوانب الثقافة المغربية بشكل مختلف وممتع.

الأنشطة التي يمكنك القيام بها في حدائق مراكش

توفر حدائق مراكش، سواء كانت حديقة المنارة أو حديقة ماجوريل، مجموعة من الأنشطة التي تتيح للزوار فرصة الاستمتاع الكامل بأجوائها الساحرة، و من بين الأنشطة المتاحة في هذه الحدائق ندكر :

التنزه والاسترخاء

تعتبر حدائق مراكش ملاذًا للاسترخاء بفضل مساحاتها الشاسعة وتصميمها الطبيعي الجذاب، حيث في حديقة المنارة، يمكن للزوار التجول بين أشجار الزيتون الخضراء و النباتات و الزهور و حول البحيرة الاصطناعية والاستمتاع بمشاهد جبال الأطلس الشاهقة في الأفق، حيث يُتيح هذا التنزه فرصة للزوار للتأمل واستعادة الهدوء بعيدًا عن صخب المدينة، بينما في حديقة ماجوريل، فيمكن للزوار الاستمتاع بالممرات المزينة بالنباتات النادرة والزهور الملونة و استكشافها خصوصا أنها تضم أنواعا من مختلف القارات و دول العالم، و أيضا التعرف على مجموعة من الأزياء التقليدية الأصيلة ,أدوات و أشياء متنوعة قديمة بمتحفها، و هو ما يزيد من قيمتها الثقافية و العلمية، مما يجعل منها تجربة بصرية ونفسية فريدة.

التصوير الفوتوغرافي

التصوير في حدائق مراكش يُعدّ من أكثر الأنشطة شيوعًا بين الزوار، خاصةً مع وجود مناظر خلابة وألوان مبهجة، فحديقة ماجوريل، و بفضل اللون الأزرق الكوبالت المميز لها، تعتبر مكانًا مثاليًا لالتقاط صور جميلة توثق للذكرى، أما حديقة المنارة، فتُعد مكانًا مثاليًا لالتقاط الصور الرومانسية أو العائلية حول البحيرة، حيث يمكن للزوار الاستفادة من انعكاسات الأشجار وجبال الأطلس على الماء، مما يعطي لصورهم طابعًا هادئًا وفنيًا.

التعرف على الثقافة المغربية

تُعد حدائق مراكش نافذة للثقافة المغربية وتاريخها، و دلك من خلال زيارة المتحف البربري الموجود بحديقة "ماجوريل"، الذي يضم مجموعة كبيرة من التحف الفنية التقليدية الأمازيغية، الدي يساهم في التعريف بالحضارة المغربية المتنوعة و عراقتها التاريخية، أما في حديقة المنارة، فيمكن للزوار التأمل في التصميم المعماري للمباني المحيطة، و بحيرتها الكبيرة، و جمالية الحديقة الشاسعة التي تضم عددا كبيرا من شجرة الزيتون المعمرة، و هو ما يعكس براعة الهندسة المغربية التقليدية.

جلسات الرسم والتأمل

بفضل طبيعتها الهادئة، تعتبر حدائق مراكش مكانًا مثاليًا لعشاق الفن والتأمل، و هو ما يستقطب العديد من الفنانين إلى هذه الحدائق، وخاصة حديقة ماجوريل، لتوثيق جمالها بالرسم أو التلوين، و من جهة أخرى، يجد البعض متعة في ممارسة التأمل، حيث يمنحهم الهدوء المحيط فرصة للتخلص من ضغوط الحياة اليومية والتركيز على لحظات التأمل والصفاء الذهني.

زيارة المتاجر الصغيرة

في حديقة ماجوريل، هناك متاجر صغيرة تبيع منتجات مغربية أصلية وهدايا تذكارية، مثل الأواني الفخارية والمجوهرات التقليدية، فضلًا عن النباتات النادرة والأغراض المزينة بالأزرق الماجوريل المميز، حيث تمنح هذه المتاجر للزوار فرصة لاقتناء تذكارات مميزة توثق لزيارة الحديقة الفريدة.

نصائح لزيارة حدائق مراكش: أفضل الأوقات والتفاصيل التي يجب أن تعرفها

لضمان حصولك على تجربة ممتعة ومريحة أثناء زيارتك لحدائق مراكش، يُنصح باتباع بعض النصائح المهمة:

أفضل الأوقات للزيارة

يعتبر فصلا الربيع (مارس إلى مايو) والخريف (سبتمبر إلى نوفمبر) أفضل الأوقات لزيارة حدائق مراكش، حيث تكون درجات الحرارة لطيفة ومعتدلة، مما يُتيح للزوار فرصة استكشاف الحدائق دون الشعور بحرارة الصيف العالية أو برودة الشتاء.

الوصول المبكر لتجنب الازدحام

تعتبر حدائق مراكش من الوجهات السياحية الشهيرة، ولذلك قد تكون مزدحمة خاصة في مواسم الذروة، و لدلك و من الأفضل زيارة الحدائق في ساعات الصباح الباكر لتجنب الحشود من أجل الاستمتاع بجولة هادئة وسط الطبيعة.

التحضير للزيارة

يُفضل ارتداء ملابس مريحة وأحذية مناسبة للتنزه، حيث تحتوي الحدائق على مساحات واسعة ومسارات متعددة تحتاج إلى المشي لفترات طويلة، كما ينصح أيضًا باصطحاب قبعة ونظارات شمسية لحماية نفسك من أشعة الشمس، بالإضافة إلى إحضار قنينة ماء خصوصًا في الأيام الحارة.

التأكد من رسوم الدخول

تفرض حديقة ماجوريل رسوم دخول نظرًا لطبيعتها الخاصة واهتمامها المستمر بتجديد وتحسين الحديقة ومرافقها، بينما تعتبر حديقة المنارة مجانية، لذلك من المفيد التأكد من رسوم الدخول عند التخطيط لزيارة حديقة ماجوريل، وقد يكون من الأفضل حجز التذاكر مسبقًا إذا كان هناك إقبال كبير.

الالتزام بآداب الحديقة واحترام الطبيعة

عند زيارة الحدائق، من المهم أن يلتزم الزوار بالهدوء واحترام البيئة المحيطة، حيث ينبغي الانتباه للأطفال خاصة لمنعهم من قطف النباتات النادرة أو ترك نفايات في المكان للحفاظ على جمال ونظافة الحديقة للجميع.

الخلاصة

إن زيارة حدائق مراكش، سواء كانت حديقة المنارة أو حديقة ماجوريل، تُعدّ تجربة فريدة تمزج بين التاريخ والطبيعة والفن، و تتيح للزوار فرصة للتعرف على جوانب مميزة من الثقافة المغربية، كما توفر لحظات من الاسترخاء بين أحضان الطبيعة، فسواء كنت تبحث عن مكان هادئ للتأمل، أو موقع رائع للتصوير الفوتوغرافي، أو ترغب في اكتشاف تفاصيل ثقافية عريقة، ستجد في حدائق مراكش كل ما يلبي رغباتك، حيث تزخر كل من حديقة المنارة وحديقة ماجوريل بجمال لا يُقاوم و تكشفعن تاريخ و حضارة غنية، مما يجعلهما من الوجهات السياحية الأساسية في مراكش و المغرب عموما، لذا، لا تتردد في تخصيص وقت لزيارة هاتين الحديقتين خلال رحلتك إلى المدينة الحمراء لتستمتع بتجربة مليئة بالراحة والإلهام.

  المؤلف :   ل . رشيد
المؤلف : ل . رشيد
تعليقات