اكتشف أجمل طقوس الحياة التطوانية بين الولادة والأعراس وشهر رمضان المبارك
![]() |
| أزقة تطوان القديمة تحكي تاريخًا أندلسيًا خالدًا ينعكس في هندستها البيضاء وزخارفها التقليدية |
وتبقى الأسر المحافظة والعريقة في المدينة هي الأكثر تشبثًا بهذه العادات و التقاليد ، رغم أن التطور السريع على جميع المستويات جعل بعضها يسير نحو الاندثار أو على الأقل عرف تغييرات ومستجدات معاصرة.
مناسبة ازدياد مولود جديد وحفل العقيقة بمدينة تطوان
أجواء الحمل والوضع عند المرأة التطوانية
عند اقتراب موعد الولادة، يتم استدعاء امرأة متخصصة في التوليد التقليدي و التي تعرف محليا ب "القابلة" المعروفة في القرية أو المدينة، و تحضر عادة والدة الحامل أو إحدى قريباتها لمساعدتها في الوضع، اعتمادًا على الخبرة التقليدية المتوارثة.
خلال هذه المرحلة، يتم ترديد أدعية معروفة لدى "القابلة" طلبًا للتيسير، وبعد الولادة يُلفّ المولود في ثوب أبيض نظيف يعرف بـ "التسميطة"، ثم يُؤذَّن كبير البيت الذي قد يكون الجد أو أحد كبار الأسرة في أذن الصبي، وبعدها تخلد النفساء للراحة، و تنطلق بعدها فترة زيارة الجيران والأقارب للبيت لتقديم التهاني و التبريكات بالمولود الجديد.
أجواء حفل العقيقة بمدينة تطوان
خلال الحفل، يتم غسل المولود بماء فاتر وتخليصه من الحبل السري ما يعرف ب "السرة"، وتُوضع فوقها بيضة وقطعة حلي فضية، ثم تُسلق البيضة وتُمنح لطفل صغير ليأكلها، أما القطعة الفضية فتعطى لامرأة متزوجة شابة تفاؤلًا بالرزق.
بعدها يتم الاتفاق على اسم المولود بناءً على اقتراح من أحد أفراد الأسرة، ثم تُنحر الذبيحة الخاصة بالعقيقة، ويُقام حفل بسيط تتخلله أهازيج شعبية وأغاني نسوية في أجواء عائلية دافئة.
أهم العادات والطقوس الروحانية بمناسبة شهر رمضان المبارك في تطوان
قبل حلول الشهر الكريم، تنشغل نساء تطوان بإعداد مختلف أنواع الحلوى التقليدية مثل "الشباكية"، "البريوات"، "السفوف" (سلو) ، و"الفقاص"، إضافة إلى خياطة أو شراء لباس تقليدي جديد استعدادًا للشهر الفضيل، أما الرجال فيشترون جلابيب أو "عبايات" للصلاة.
في أول أيام رمضان، يتبادل الأقارب و الجيران والأصدقاء التهاني والتبريكات، وبداية من أول يوم و ابتداء من بعد صلاة العصر تشرع النسوة في تحضير مائدة الإفطار التي يتم تجهيزها بأشهى الأطباق المتنوعة، و بعد صلاة المغرب و الفطور، يتجه الرجال مع أطفالهم و كدلك النسوة الى المسجد لأداء صلاة التراويح في أجواء روحانية، و يتم خلال هذا الشهر تشجيع الأطفال على الصيام ولو ليوم أو يومين للتدرب، مع تزايد مظاهر التكافل و التضامن مع الطبقات المعوزة.
![]() |
| تجتمع العائلات التطوانية في عيد الفطر على مائدة الشاي والحلوى، في لحظات دافئة تعبق بعبير التراث |
ليلة القدر وعيد الفطر في تطوان
في ليلة القدر المباركة، يقيم أهل تطوان حفلاً روحانيًا بسيطًا في منازلهم، تُشعل فيه البخور، ويتعطر الجميع بالمسك، و يحيي الرجال و النساء بمعية أطفالهم الصلاة بالمساجد التي تستمر خلال هذه الليلة العظيمة الى الفجر.
ويُعدّ طبق الرفيسة (التريد) المغربي الأصيل بمثابة وجبة مميزة لهذه الليلة المباركة، غير أن هناك من الأسر من يفضل طبق الكسكس، مع تخصيص أطباق للمحتاجين و الفقراء.
أما في عيد الفطر، فيرتدي الجميع ملابسهم الجديدة، ويتوجه الرجال والأطفال إلى المصلى لأداء صلاة العيد، و تعم أجواء الفرح في المنازل حيث تُقدَّم الحلوى الأندلسية والشاي المغربي للزوار الدين يحضرون للتبريك و التهنئة بالعيد، وغالبًا ما تتناول العائلات وجبة "الرفيسة" بالدجاج البلدي كوجبة للغداء.
العرس التطواني يجسد عادات وتقاليد مميزة
التحضيرات الأولية للعرس
بعد الاتفاق، تبدأ التحضيرات المكثفة من الجانبين:
- تقوم أسرة العروس بتجهيز "شوار لعروسة" الذي يتضمن القفاطين والجلاليب والأحذية والحلي والمجوهرات.
- تتكفل أسرة العريس بالإعداد للعرس من ذبائح ومستلزمات ودعوات للأقارب والأصدقاء.
يوم حمام العروس وأجواء العرس التطواني
يُعتبر يوم حمام العروس من أبرز التقاليد المميزة، إذ تتوجه العروس مع مجموعة من العازبات إلى الحمام المحلي، حيث يغتسلن وسط الزغاريد والصلوات على النبي ﷺ، و بعدها يأتي يوم النبيتة، حيث تحضر العازبات من بنات الأقارب والجيران وصديقات العروس لحفل تحييه فرقة نسائية بطرب "الحضرة" و"الطبل"، وتُوزع الحلوى و"الملوزة" والأرز على الحاضرين.
أما في يوم الظهور، فترافق بعض الفتيات العروس وهن يحملن الشموع، وتظهر العروس أمام النسوة في أجمل زينتها مرتدية اللباس التقليدي التطواني والتاج الذهبي، على أنغام موسيقى محلية.
![]() |
| يُجسّد العرس التطواني تمازج الجمال والأصالة من خلال الأزياء التقليدية والأهازيج الأندلسية الساحرة |
أبرز مراحل العرس التطواني
|
المرحلة |
التسمية
المحلية |
أهم
المظاهر والعادات |
|
الخطوبة |
الملاك |
زيارة أهل
العريس وتقديم الهدايا |
|
حمام
العروس |
يوم الحمام |
ذهاب
العروس والعازبات إلى الحمام مع الزغاريد |
|
النبيتة |
ليلة السهر |
إحياء
الليلة بطرب الحضرة وتوزيع الحلوى |
|
الظهور |
يوم الظهور |
ظهور
العروس بزيها التقليدي أمام النساء فقط |
|
الزفاف |
يوم العرس |
موكب
العروس بالهودج على أنغام الموسيقى الأندلسية |
يوم الزفاف ومراسم الدخول
في يوم الزفاف، يتم نقل جهاز العروس وهداياها إلى بيت العريس وسط الزغاريد والموسيقى الأندلسية، و يتوجه أفراد عائلة العريس إلى منزل العروس وسط موسيقى شعبية فولكلورية محلية "النفّار أو الغيّاط " الذي يعزف أمام الباب، و تردد النسوة المقولة الشهيرة:
"عطيوْنا ديالنا نمشيو فحالنا" ، بعدها تخرج العروس محمولة في الهودج وسط التهاليل بعبارة: "يا عاشقين النبي صلّوا عليه" و أخريات يرددن "اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد".
وتُوضع قطعة من الخبز تحت إبطها ومفتاح في يدها كرمز للخير والبركة، ثم ترافقها النكافة إلى بيت الزوجية في موكب بهيج.
أبرز ما يميز العادات والتقاليد التطوانية
- تمزج بين الأصالة الأندلسية والروح المغربية.
- تحافظ الأسر العريقة على طقوس الزواج والولادة كما كانت منذ قرون.
- تتميز موائد رمضان والعيد بنكهات تقليدية فريدة.
- تستعمل النساء اللباس التطواني في المناسبات الدينية والاجتماعية.
- تعتمد على الأهازيج والموسيقى الأندلسية في الأفراح والمواسم.
- تعتبر العائلة والجيرة محورًا أساسيًا في جميع المناسبات الاجتماعية.
- تظل تطوان من المدن المغربية الأكثر حفاظًا على تراثها العريق.
الخلاصة
كما تعتبر وجهة سياحية مميزة يقصدها الزوار من داخل المملكة وخارجها، لما تزخر به من معالم سياحية ومآثر تاريخية وبنية تحتية متطورة تضم الطرق، والفنادق، والمطاعم، والمنتجعات.


