تعرف على تقاليد حد كورت "غرباوة"
هدا، بالإضافة الى أعدادا كبيرة من المواشي، و ما يميزها أكثر شواء اللحم المفروم "الكفتة" بالسوق الأسبوعي المشهورة و المعروفة كثيرا بالمنطقة كلها، و أيضا مهرجانها السنوي للتبوريدة الدي أصبح يحضره أعداد كبيرة من الزوار و الفرسان من كل مناطق المغرب، فهذه المنطقة في إقليم سيدي قاسم تعكس قصة حضارة عريقة.
مميزات المنطقة
- منطقة حد كورت تتمتع بتراث عريق في الزراعة والفروسية
- النشاط الفلاحي في المنطقة يعود إلى العصر الروماني
- الاستيطان الفرنسي أثر على بعض الممارسات الزراعية
- المنطقة تشتهر بموسم حد كورت وفن التبوريدة
- تقاليد المجتمع المحلي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأنشطة الزراعية
نظرة تاريخية على منطقة الغرب وأهميتها الفلاحية
منطقة سهل الغرب في المغرب تعد من أهم المناطق للزراعة، و هذا يعود لتربتها الخصبة التي لا تحتاج الكثير من المياه للسقي بل يكفيها فقط أمطار الغيت المتوسطة لتعطي منتوجا وفيرا، و قد شهدت المنطقة تطوراً كبيراً في أساليب الزراعة.
تأثير الاستيطان الفرنسي على النشاط الفلاحي
في فترة الاستعمار الفرنسي، تغيرت الفلاحة التقليدية في سهل الغرب بشكل كبير، حيث أن المستعمرون أدخلوا تقنيات حديثة، مما أسهم في تحسين الزراعة بشكل إيجابي.
المؤهلات الطبيعية للمنطقة
سهل الغرب يمتد على مساحات واسعة، مناسبة للزراعة، و ترتكز هذه المنطقة على تربة خصبة وموارد مائية مهمة، هذه القدرات جعلت المنطقة من أبرز المناطق الزراعية في المغرب.
تطور الأنشطة الزراعية عبر العصور
تطورت الزراعة في سهل الغرب من الفلاحة التقليدية إلى استخدام الآلات الحديثة في السبعينات، و هذا التطور رفع من كفاءة الزراعة وتحسين مستوى معيشة السكان.
مهرجان حد كورت باقليم سيدي قاسم المغرب
منطقة حد كورت في إقليم سيدي قاسم بالمغرب معروفة بتراثها و تقاليدها الأصيلة، متشبثون بتراثهم و ثقافتهم المحلية، و المهرجان السنوي "التبوريدة" المعروف محليا و جهويا ب "موسم حد كورت" الدي يتم تنظيمه سنويا يعبر عن أصالة أهل الغرب عامة و أهل حد كورت خاصة.
و تقام بمناسبته الولائم و الاحتفالات و كذا مسابقات في فن الفروسية الشعبية التي يحييها مجموعة من الفرق المنتمية لمختلف مناطق المملكة و التي تدور في أجواء رائعة، و مساء تقام حفلات الموسيقى الشعبية و الشبابية التي ينشطها مجموعة من نجوم الطرب و الغناء المغاربة.
"مهرجان حد كورت هو تراث أصيل ورمز للهوية المحلية في إقليم سيدي قاسم. وتُشكل عروض التبوريدة إحدى أبرز ملامح هذا الموروث الثقافي الغني."
![]() |
مهرجان حد كورت السنوي يجمع الفرسان والجمهور في أجواء تراثية أصيلة |
فن التبوريدة وأهميتها في المنطقة
التبوريدة تعتبر جزءًا أساسيًا من الثقافة الشعبية المحلية، كانت و لاتزال جزءًا من الحياة الثقافية و الاجتماعية لسكان حد كورت "غرباوة"، فعروض التبوريدة خلال موسم حد كورت يحضرها كل أبناء المنطقة و تجذب الكثير من الزوار من مختلف مناطق المغرب.
العادات المرتبطة بالمواسم الفلاحية
أهل حد كورت مرتبطون كثيرا بالأرض و بالعادات الفلاحية، فالفلاحون يقومون بزراعة أراضيهم بعشق كبير و حماس لا مثيل له، و دلك مند أن كانوا يستخدمون أدوات تقليدية للزراعة، كما أن النسوة بدورهم كانوا يساعدن أزواجهن في الأعمال الزراعية.
و في الفترات التي يقل فيها المطر يقيمون صلاة الاستسقاء وطلب الرزق من الله، و هذه العادات تعكس التراث الفلاحي في المنطقة، أما حاليا فقد تطورت وسائل الفلاحة و الزراعة.
تطور الزراعة في المنطقة
في منطقة حد كورت بإقليم سيدي قاسم، كانت الزراعة التقليدية تعتمد بشكل كبير على استخدام البهائم للجر و المحراث الخشبي للقيام بعمليات الحرث، الفلاحون كانوا يستخدمون البذور من الموسم الفلاحي السابق، و لم تكن هناك بذور محسّنة أو معالجة آنذاك، كما أن الفلاحون اعتمدوا نظام "التويزة" للتعاون في عمليات الزرع والحصاد فيما بينهم، حيث كان كل أهل المنطقة يساعدون بعضهم البعض في المهام الزراعية دون مقابل.
استمر استخدام الأدوات الزراعية التقليدية في المنطقة حتى السبعينات من القرن الماضي، بعد ذلك، تم إدخال الآلات الزراعية الحديثة، و أصبح الحرث بالجرار و الحصاد بالآلات و غيرها من المعدات و التجهيزات العصرية، و التي ساهمت في تطوير الزراعة و التخفيف من تعب الفلاحين، في مقابل منتوج وفير.
هذه الممارسات الزراعية التقليدية كانت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للسكان المحليين في المنطقة و شكّلت جانبًا مهمًا من الفلاحة التقليدية والتراث الزراعي في المغرب.
"لقد كان استخدام الأدوات التقليدية والاعتماد على البهائم في الزراعة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية في هذه المنطقة لعقود طويلة." اقتباس من قول أحد شيوخ المنطقة.
الممارسات الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالفلاحة
في منطقة سيدي قاسم قديما، كان المسجد يشكل إضافة الى كونه منبرا للصلاة و التعبد، مكانا لالتقاء الفلاحين، حيث بعد الانتهاء من أداء الصلوات يخرجون بمحاذاته و يناقشون أمورهم الزراعة عامة ، و هذه المناقشات كانت تساعدهم في تنظيم العمل الجماعي.
التويزة والتعاون المجتمعي
هو نظام يعرف ب "التويزة"، بمثابة تكتل يجمع كل الفلاحين بالمنطقة في اطار تعاوني تقليدي، حيث يتجمعون لمساعدة بعضهم البعض في مواسم الحرث والحصاد، هذا التعاون يزيد الإنتاجية ويقوي التكافل الاجتماعي.
طقوس الاستسقاء وارتباطها بالموسم الفلاحي
إذا تأخر نزول الأمطار، الأهالي يقيمون طقوس لاستدرار المطر بإقامة صلاة الاستسقاء، كما تُقام وليمة خاصة "طلب الشتا" للدعاء بنزول المطر و الغيث، و هذه الطقوس جزء من الحياة الاجتماعية والثقافية.
"لقد شكلت هذه الممارسات جزءًا من الحياة اليومية للفلاحين في منطقة سيدي قاسم، ارتبطت بشكل وثيق بالموسم الفلاحي وتطلعاتهم لضمان خصوبة الأرض وإنتاجية المحاصيل."
الخلاصة
تقاليد أهل حد كورت في المغرب تراث فلاحي غني يجمع بين الزراعة التقليدية والاحتفالات الشعبية، و مع دلك فان الفلاحون في المنطقة يواجهون تحديات جديدة مثل التغييرات المناخية وقلّة الأمطار، و رغم دلك فالمنطقة لازالت تساهم بكميات كبيرة من الحبوب و القطاني و الخضروات في السوق المغربية، و تستحق الزيارة في جولة و اكتشاف خباياها و سحرها و معالم مهمة أهمها بنايات و أسوار عتيقة تعود لفترات تاريخية قديمة.