الشعر الحسّاني جزء لا يتجزأ من الهوية و التقاليد المغربية العريقة

دور المرأة في الشعر الحساني

المرأة هي محور أساسي في الشعر الحساني، فهناك شاعرات حسانيات أبدعن في كتابة الشعر بألوان مختلفة و لهن مساهمات مهمة في هدا الفن الأصيل.

الشاعرات ساهمن كثيرًا في غنى التراث الشعري الحساني، كما وضعن بصمتهن في هويته الثقافية المميزة، كما أن الدراسات تؤكد أن الجسد الأنثوي يعتبر رمزًا للجمال في المجتمع الحساني.

"يعبر شاعر يوره عن حبه لفتاة من خلال بيتين شعريين، مما يوضح انخراط عاطفي بارز في الشعر الحساني"، و أهم لون تتميزن فيه هو "التبراع" .

على الرغم من أهميتها، لا تزال هناك قلة من الدراسات حول شعر المرأة البيضانية، لكن، هناك جهود لترجمة أعمال بعض الأساتذة الباحثين، الشيء الدي يعكس اهتمامًا متزايدًا بنشر ثقافة الشعر الحساني.

الموسيقى الحسانية وآلاتها التقليدية

الآلات الموسيقية التقليدية

في الموسيقى الحسانية، نجد التيدينيت، وهي آلة وترية، الآردين، وهي آلة إيقاعية، والنيفارة، وهي نوع من المزامير، وطبل تقليدي، هذه الآلات تعكس الثقافة الصحراوية الأصيلة.

الآلات الموسيقية الحسانية التقليدية التي ترافق الشعر وتمنحه روحًا مميزة

تتم صناعتها محليًا من المواد الطبيعية مثل الجلود والأخشاب المتوفرة في الصحراء.

رواد الموسيقى الحسانية

الفنانون مثل مولود بلة الجعبة، اشتهر بعزفه على النيفارة. الناجم محمد عمر، وسعيد المامي، صاحب الحنجرة الذهبية كما أن خسيفة خيت، هي أول رئيسة فرقة موسيقية في الأقاليم الصحراوية.

طقوس وعادات المجتمع الحساني

الحياة الاجتماعية في المجتمع الحساني مليئة بمظاهر الثقافة و الأصالة، و تظهر خصوصا في ثلاث مسائل أساسية تتلخص في ثلاث "جيمات": الجمر (الشاي)، الجر (طول مدة إعداد الشاي)، والجماعة الرجال يرتدون الدراعة واللثام، بينما النساء يرتدين الملحفة والإزار.

هذا المجتمع يتميز بكرم الضيافة، و حسن المعاملة و الطيبة، كما أن الرقصات التقليدية مثل الشرعة والدبوس تعدان أيضا جزءا من الثقافة الحسانية المغربية.

زواج الأقارب شائع في جنوب المغرب، حيث يُفضل التزويج داخل قبيلة أو عشيرة واحدة حفاظا على تقاليدهم المتأصلة ، كما أن عادات الزواج تتضمن شرط "لا سابقة ولا لاحقة" لإلغاء الزيجات السابقة ومنع الزيجات اللاحقة.

حفلات الزواج تستمر لأسبوع كامل في بعض المناطق، يتم الاحتفال بأيام مختلفة

• قد تستمر الاحتفالات بالعرس الصحراوي لسبعة أيام للبكر، ثلاثة أيام للثيب، ويوماً واحداً للمتزوجين سابقًا.
• يتسم العرس الصحراوي بالبذخ والاحتفالات التي تتضمن أحكام تقليدية وتعاليم دينية.
• طقوس الزواج تحتفظ بميراث ثقافي خاص من خلال تلثم العروس بلحاف أسود وإجراءات احتفالية تقليدية مع شعائر دينية.

طقوس الحفلات الحسانية تعكس غنى التقاليد وأصالة المجتمع الصحراوي

التحديات المعاصرة والحفاظ على التراث الحساني

جهود التوثيق والحفاظ

في السنوات الأخيرة، شهدت الثقافة الحسانية جهودًا هامة للمحافظة عليها، فقد تم إنشاء مراكز متخصصة في توثيق الأدب الشعري والموسيقي و لا سيما الشعر الحساني، لدلك فهذه الجهود تساعد في حفظ تراثها الشعري والموسيقي.

دور الشباب في تطوير الفن الحساني

الشباب يلعب دورًا محوريًا في تجديد الموسيقى الصحراوية والحفاظ على الهوية الثقافية المعاصرة، حيث توجد مجموعات موسيقية شابة مثل "الساقية الحمراء فيزيون" تعزف الموسيقى التقليدية الحسانية مع الإيقاعات العالمية.

هناك دعم رسمي متزايد من الحكومة والمؤسسات الثقافية لمشاريع تثمين التراث الفني والثقافي الحساني، و هذا يمنح أملًا في الحفاظ على الهوية الثقافية المعاصرة للمجتمع الحساني.

الخلاصة

الشعر والموسيقى الحسانية جزء أساسي من ثقافة الصحراء المغربية، و يعكس هذا التراث تاريخ المجتمع المغربي العريق، و القيم الغنية و الثقافة المتنوعة للمملكة، كما يلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على اللغة والتقاليد الأصيلة.

رغم التحديات، هناك جهود دائمة للحفاظ على هذا التراث الفريد، لدلك فان الدولة و مختلف المؤسسات الوطنية و المحلية و هيئات المجتمع المدني تعمل على تطويره ليتناسب مع العصر الحديث، مع المحافظة على أصالته وقيمته الثقافية.

هذا التراث يعد جزءًا من الهوية المغربية المتنوعة، التي تنبع من ثراء الثقافات المختلفة، كما أن المحافظة على هذا الموروث تتطلب المزيد من العناية لضمان استمرارية الثقافة الصحراوية و توثيق هدا الموروث وتطويره للاستفادة من العصر.

الأسئلة الشائعة