عادات و تقاليد الصويرة
ان أهل مدينة الصويرة العريقة من أولئك الدين يتشبثون بمجموعة من العادات المتأصلة في تراثهم و ثقافتهم، و لايزال أغلبهم يمارسها و يحافظ عليها، و عاداتهم كثيرة و متنوعة غير أننا سنعمل من خلال مقالنا هدا المتواضع التطرق لبعض أهمها :
التقاليد و العادات المشهورة في مدينة الصويرة |
العادات و التقاليد المرتبطة بالمناسبات الدينية
طقوس الاحتفاء بالطفل الدي يصوم أول يوم له في شهر رمضان المبارك
و بهده المناسبة التي تعد مهمة في حياة الطفل لكونها تعد مرحلة انتقاله من الطفولة الى البلوغ، فيتم خلالها الاحتفاء به و تحفيزه على الصيام و ابراز أهميته و أجره العظيم في حياة كل مسلم، فيقام على شرفه حفل بسيط يجتمع فيه كل أفراد الأسرة و يعدون له كل ما يشتهي من أنواع الطعام، مع تبادل أطراف الحديث و المرح، و تشجيعه على الصبر و التحمل، و يبينون له قيمة و فضل الصيام عند الله عز وجل.
إقامة عادة تسمى "سبعة حرائر" على شرف الطفل الصائم لأول يوم له
هي عادة معروفة و مشهورة لدى أهل الصويرة ب "سبعة حرائر"، و هي عبارة عن مزيج من سبعة حرائر تحضرها أم الطفل الصائم لأول يومه من عند سبعة جيران، ثم تعدها في طبق واحد ممزوج منها كلها و تقدمه له، كما أن لدى البعض عادات أخرى في نفس السياق خاصة بالقرى و المداشر حيث منهم من يقدم الفطور الأول للطفل الدي يصوم أول يوم له فوق بئر، و منهم من يقدمه على بالأدراج الأولى للبيت، لزرع قيم الحياة و تحمل المسؤولية و الصبر رمزا لكون الحياة تبدأ من أسفل الدرج و يتم تسلق باقي الأدراج الى الوصول الى الأعلى، و ينتهي الحفل بتوجه أفراد الأسرة و بمعيتهم الطفل المحتفى به الى المسجد لأداء صلاة العشاء و التراويح بزي تقليدي غالبا ما يكون عبارة عن "جلباب" تقليدي بلوازمه كاملة، و الأمر نفسه يتم بخصوص الفتيات اللائي صمن أول يوم لهن، و يتم تجميلهن و تزيينهن في أحلى حلة.
طقوس و أجواء خاصة بالاحتفال بعيد الأضحى بمدينة الصويرة
يشترك سكان مدينة الصويرة في عدة جوانب من الاحتفاء بمناسبة عيد الأضحى، مع تميزها في جوانب أخرى، حيث يتم شراء الأضحية من طرف كل أسرة و عن كل فرد متزوج أضحية في الغالب و حسب استطاعة كل واحد، و في اليوم الموعود يتوجه الرجال و منهم من يرافق أبناءه و أطفاله باكرا الى "المصلى" و إقامة صلاة العيد، ثم يتبادل الجيران و الأصدقاء الزيارات و التهاني بالعيد، و يلبس الأطفال الثياب الجديدة فرحين مبتهجين، و بعد وجبة الفطور يتم دبح الأضحية بمساعدة كل الأفراد الحاضرين، و بعد الانتهاء يجتمع كل أفراد الأسرة حول المائدة في جو روحاني فرحين و النسوة بمساعدة أزواجهن و أبنائهم يقومون بتحضير "بولفاف" المعروف أيضا ب الزنان، مع كؤوس الشاي المنعنع، و يتم اعداد طبق رأس الخروف "مبخر" في اليوم الموالي و يكون أيضا طبق "التقلية" المكون من أحشاء الأضحية، و بعدها يتم تقطيع الأضحية و اعداد جزء منها ك "قديد" عبارة عن لحم يتم تجفيفه بنشرة مدة تقارب الشهر على ضوء الشمس و "الكرداس" المكون من أحشاء الأضحية و الملفوف ب "مصران" الكبش بنفس الطريقة.
العادات الراسخة عند أهل الصويرة بخصوص تقاليد العرس الصويري
ان حفل الزفاف بمدينة الصويرة متميز و استثنائي بكل المقاييس، لكون المدينة تجمع بين عدة ثقافات سواء محلية معروفة بمنطقة "شياظمة" و أخرى متنوعة بين أندلسية، عربية، أمازيغية، يهودية، افريقية، أوروبية .....، فتلمس في العرس بمدينة الصويرة جمالية في اللباس الأمازيغي و الهودج الأصيل ، و كدلك ركوب العروس الفرس و غير دلك من الخصوصيات.
خلاصة
عموما تخفي مدينة الصويرة السياحية جمالا غير عادي بحكم أصالتها و عراقتها تاريخا و حضارة، و بحكم موقعها الاستراتيجي الدي كان محل أطماع عدة قوى استعمارية، مما جعلها تحظى بأهمية كبيرة على الصعيد الوطني و العالمي، و كدلك بفضل المعالم السياحية التاريخية التي تحتوي عليها، و بمساهمة سكانها الأصليون الطيبون الدين لازالوا يتشبثون بتقاليدهم و عاداتهم الأصلية العريقة، و مع دلك وجب تدخل السلطات المحلية و الوطنية و المجتمع المدني بكل أطيافه و جمعياته من المساهمة في ترسيخ هده التقاليد و العادات و المحافظة عليها من الاندثار.
اقرأ المزيد