يوسف بن تاشفين من عظماء سلاطين المغرب!

يوسف بن تاشفين من عظماء سلاطين المغرب

عرف تاريخ المغرب تعاقب عدة دول و حضارات بقيادة مجموعة من السلاطين و الحكام الدين يعتبرون من عظماء العالم، و دلك لما حققوه من إنجازات و انتصارات، و خلفوا ارثا حضاريا يشهد على عظمتهم و قوتهم، و من بين هده الشخصيات التاريخية التي بصمت على حقبة تاريخية منيرة في تاريخ المغرب، ندكر في مقالنا هدا السلطان يوسف بن تاشفين، فمن هو و ما إنجازاته؟

شخصيات تاريخية مغربية: يوسف بن تاشفين من عظماء سلاطين المغرب!
يوسف بن تاشفين من عظماء المغرب

 شخصية و تكوين و منجزات السلطان يوسف بن تاشفين

نبدة عن السلطان

هو تاني ملوك الدولة المرابطية، اسمه الكامل هو " يوسف بن تاشفين بن تارفينت ابن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي"، ازداد عام 1009 م بلمتونة التابعة لقبائل صنهاجة الموريتانية، من أبيه إبراهيم بن تارفيت و أمه فاطمة سير بن يحيى، ترعرع داخل أسرة محافظة متشبعة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، و عرف عنه مند طفولته الشجاعة و الدكاء و حس القيادة، فانضم الى حركة المرابطين التي كانت موجودة بمشارف نهر النيجر و هو في سن صغير، و مند دلك الحين و هو يجاهد ضمن صفوف الحركة و تدرج في عدة مناصب الى أن تم تعيينه قائدا على الجيش.  

تكوين و دراسة الشخصية

تتلمذت هده الشخصية العظيمة على يد فقهاء و علماء كبار في تلك الحقبة و أشهرهم الشيخ "عبدالله ابن ياسين"، حيث تمكن من مبادئ و تعاليم الشريعة و الفقه مما ساعده في تكوين شخصيته لا سيما في القضاء و السياسة و قيادة الجيش، كما أنه تلقى تكوينا في الفروسية و القتال مما جعل منه محاربا محترفا تهابه أقوى الجيوش. و قد عرف عنه أنه كان قويا و في المقابل كان حليما كريما و عادلا.

 إنجازات القائد يوسف بن تاشفين

لقد قام الزعيم يوسف بن تاشفين بعدة إنجازات على جميع المستويات طيلة مسيرة حكمه من حقبة  المرابطين بالمغرب، فقد ولاه القائد أبوبكر حكم قبائل "سوس" و نواحيها، و بعد أن كان السلطان أبوبكر في الجهاد الى موريتانيا، و لكون السفر كان من المفترض أن يكون  طويلا و نظرا لحبه لزوجته "زينب النفزاوية" فقد قام بتطليقها و طلب منها عند انقضاء عدتها الزواج من ابن عمه القائد يوسف بن تاشفين الدي يحبه و يقدر عظمته و قوته و دلك بكونه يبقى الأجدر بها، و هو ما حصل فعلا، و بقيت في عصمته الى أن توفيت سنة 1071 م، و عن منجزاته التي بقيت راسخة في وثائق التاريخ العديدة ندكر فقط أهمها كما يلي:

- بسط سيطرته على أغلب المناطق و القبائل خصوصا "لمتونة"، " جدالة" و "مسوفة"، و كانت حملاته تنطلق من منطقة سجلماسة.

- قام بتشييد مدينة مراكش عام 1062م، و اتخد منها عاصمة للدولة المرابطية.

- شن حملة بتلمسان الجزائرية و بنى مدينة الجزائر التي تعد العاصمة الحالية لدولة الجزائر، و بسط نفوده هناك من مدينة وهران الى حدود الشرق الأقصى.

- بعد رجوع أبوبكر من الجهاد بموريتانيا سنة 1060م، لاحظ أن ابن عمه يوسف بن تاشفين قد داع سيته و بسط سيطرته بمختلف مناطق الشمال، فلم يطالبه باستعادة الملك و عاد الى جنوب الصحراء و استمر في فتوحاته هناك و ترك الشمال للقائد يوسف بن تاشفين.

- ملحمة معركة الزلاقة الشهيرة عام 479 هجرية 1086 م،  التي انتصر فيها القائد يوسف بن تاشفين على الجيوش القشتالية المسيحية بقيادة ألفونسو السادس، و اثرها استرجع المسلمون "بلنسية" و سيطرتهم على منطقة "الجزيرة الخضراء"، و ما ميز هده الملحمة أن عدد جنوده كانت أقل من جيوش العدو التي تقول مصادر تاريخية أنها كانت تقدر ب 80 ألف، و بدهاء و حنكة هدا القائد فقد أعد استراتيجية حربية بمساعدة ملوك الطوائف و جيوشهم، فتمكن من هزمه ألفونسو السادس و قتل من 24 ألف من جنوده و قام بأسر أخرين، فيما فر ألفونسو مع بعض الجنود الآخرين الدين لقى أكثرهم حتفهم في الطريف لإصاباتهم.

- قام يوسف بن تاشفين بتطهير الأندلس من ملوك الطوائف الدين كانوا يعيثون  فسادا مع عجزهم في حماية الإسلام و المسلمين من الحملات الصليبية، فتدخل هدا القائد بواسطة جيش ضخم و بسط نفوده على كامل الأندلس و أسر فيما أسر من جنود و من ضمنهم ملك "اشبيلية" المعتمد بن عباد.

وفاة الزعيم يوسف بن تاشفين بعد حكم دام 40 سنة 

بعد حكم السلطان يوسف بن تاشفين بالمغرب الأقصى لمدة 40 سنة كأقوى سلطان ضمن أمراء و ملوك الدولة المرابطية، و بعد أن تمكن من تحقيق عدة إنجازات لا مثيل لها في التاريخ، وافته المنية سنة 500 هجرية 1106 ميلادية بعد صراع مع المرض و تم دفنه بمدينة مراكش الحمراء التي لازال ضريحه بها يعد من المعالم التاريخية السياحية المهمة بالمدينة. 

خلاصة

 ان الزعيم يوسف بن تاشفين من الشخصيات العظيمة التي عرفها تاريخ المغرب، فقد تمكن من بناء دولة كبيرة تمتد جنوبا من السينغال الى الشمال بالأندلس "اسبانيا" و شرقا من بجاية الى الغرب بالمحيط الأطلسي، و استمرت إنجازاته في جميع الميادين سواء من حيث البناء و التشييد و العمران من خلال عدة مدارس و مساجد .... ، و اقتصاديا تنشيط التجارة داخليا و خارجيا، و تشجيع الحرف و الزراعة...، و عسكريا قام بتكوين جيش ضخم لا يهزم، و سياسيا فقد تمكن من التوغل و السيطرة على الحكم بمناطق مختلفة بإسبانيا و الجزائر و موريتانيا  و السودان و السنغال و غيرها من الدول و المناطق المجاورة.

اقرأ المزيد

  المؤلف :   ل . رشيد
المؤلف : ل . رشيد
تعليقات