تاريخ و حضارة تارودانت "مراكش الصغيرة"
ان مدينة تارودانت من أقدم المدن المغربية و تاريخها و حضارتها ضاربة في أعماق التاريخ، و هي من المدن القديمة و العريقة و التي لها بصمة في التاريخ القديم، كما تعد من المدن التاريخية داخل المملكة المغربية، فقد عرفت تداول مجموعة من الحضارات و تضم مجموعة من المعالم و المآثر التاريخية التي تشهد على عظمة و براعة الدول التي تناوبت على حكمها.
تاريخ و حضارة مدينة تارودانت |
نبذة تاريخية عن مدينة تارودانت
حسب أغلب المؤرخين فمدينة تارودانت بناها شيوخ و سلاطين قبائل كزولة و اشتوكة، و اتخذوا منها عاصمة لهم، فقد كانت تمثل قطبا تجاريا و اقتصاديا مهما في جهة سوس، و توالت السنين و تعاقب على الحكم فيها عدة دول و حضارات و من أهمها دولة الأدارسة، ثم المرابطون، و بعدهم بني مرين، ثم الدولة الوطاسية، فالدولة السعدية، و في هده الحقبة الأخيرة عرفت مدينة تارودانت ازدهارا كبيرا على مختلف المستويات خصوصا في الميدان التجاري و الصناعة لا سيما صناعة الجلد و النحاس ، الصوف، السكر .... الخ، خصوص أن سلاطين الدولة السعدية جعلوا منها عاصمة لهم لحوالي عقد من الزمن، قبل أن يتخذوا من مدينة مراكش العاصمة الرئيسية الجديدة لحكمهم، و من أهم سلاطينهم الشيخ السعدي الدي قام بتجديد سور مدينة تارودانت المشهور و الدي يعود بناءه الى عهد المرابطين، و دلك مند سنة 1515 ميلادية، و هو لايزال صامدا ببنائه و شموخه مقاوما كل الظروف الطبيعية، مما يدل على إتقانه و مثانته و كدا صلابته، و قد كان يطلق على مدينة تارودانت في هده الحقبة التاريخية اسم "المحمدية".
أهم المعالم التاريخية التي تضمها مدينة تارودانت التي خلفتها مختلف الدول و الحضارات التي حكمت المدينة ندكر:
كان يعد هدا المسجد الكبير من الجامعات الأساسية للتعليم و العلم في
المغرب، و يتميز بفن عمارته الأصيلة و الدي يحتوي على نقوش و زخارف رائعة، و لا يزال شاهدا على عظمة الأسلاف و محجا للعديد من الباحثين في التاريخ و السياح الدين يعشقون اكتشاف معالم الحضارات القديمة.
تم بناءه مند عهد المرابطون، و تم تجديده و صيانته في عهد
السعديين، و قد كان يستعمل كحصن للمدينة من مختلف الهجومات المحتملة من أجل صدها و الدفاع عن وحدتها، و يضم خمس أبواب ضخمة، و يمتد على مسافة تصل الى ثمانية كيلومترات، و علوه يصل الى ما يتجاوز السبعة أمتار ، و سمكه أيضا يتجاوز حوالي التسعين سنتمتر، و هو من المعالم التاريخية الرئيسية للمدينة.
ان هده القصبة من المعالم القديمة بمدينة تارودانت، و هي تضم بناية كانت عبارة عن قصر سلطاني قديم و تحتوي كدلك على تكنة قديمة كانت معدة لاجتماع الجيش و تدريبه و تجهيزه، و تتميز بتوفرها على برج عالي كان يستعمل للمراقبة، و الدي يعتبر من أهم الأماكن التي تعرف زيارات مهمة للسياح لكونه يمنح اطلالة رائعة على المدينة.
عبارة عن بناية أثرية قديمة تاريخية، ضخمة تتميز بصلابة و و مثانة جدرانها و أبوابها، و قد كانت تستعمل وقتها كمخزن عسكري، معد لتخزين و مختلف أنواع العتاد و الذخيرة و السلاح الدي يهم عناصر الجيش.
أهمية مدينة تارودانت داخل المملكة المغربية
ان مدينة تارودانت هي مدينة عريقة لها تاريخها و تضم مجموعة من المعالم السياحية و المآثر التاريخية التي تشهد على عظمة السلاطين و الحضارات و الدول التي تعاقبت على الحكم فيها قديما، لدلك سماها المختصون و اشتهرت باسم "مراكش الصغيرة" لكونها تشبه في عمرانها و معالمها و أسوارها الى حد كبير ما تتوفر عليه مدينة مراكش.
خلاصة
تعتبر مدينة تارودانت وجهة سياحية رائعة، تتميز بتنوع عاداتها و تقاليدها، و هي مدينة سياحية بامتياز، حيث تعرف توافد العديد من الزوار لاكتشاف ثقافتها، و مآثرها التاريخية، و الاستمتاع بهدوئها و جمالها، و بالمناسبة و رغم الأهمية التي توليها الدولة و السلطات المعنية لتنمية و تطوير هده المدينة، فالأمر يستدعي المزيد من الجهود من طرف مختلف السلطات وطنيا و جهويا و محليا و فعاليات المجتمع المدني بكل أطيافه في سبيل النهوض بتنميتها و الرقي بها على كل المستويات اقتصاديا و سياحيا و ثقافيا لتصير في مصاف المدن الرائدة في مجال السياحة، مما سينعكس إيجابا على اقتصادها و ساكنتها.