أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

مآثر و معالم تاريخية مغربية : قصر الباهية تحفة فنية في مدينة مراكش

تتوفر مدينة مراكش الحمراء السياحية عاصمة النخيل، على مجموعة من المعالم التاريخية التي تتميز بها المدينة، و هي من أهم ما يجدب السياح لزيارتها من مختلف بقاع العالم، لا سيما الباحثين و المهتمين بالتاريخ، و من بين أبرز هده المعالم الرائعة في مدينة مراكش هناك "قصر الباهية"، فما هي روايته و من هو بانيه و ما هي ظروف بنائه و محتوياته.


مآثر و معالم تاريخية مغربية : قصر الباهية تحفة فنية في مدينة مراكش
قصر الباهية تحفة فنية في مدينة مراكش 

تاريخ بناء قصر الباهية  و هوية مؤسسه

يرجع تشييد قصر الباهية الى القرن 19 الميلادي، و قد بناه الوزير "احمد بن موسى" و الدي كان معروفا بصرامته و قوته و الدي كانوا يلقبونه "أبا احماد" ، و دلك في الفترة التي كان يحكم فيها المغرب السلطان "مولاي عبد العزيز".

سبب تسمية القصر باسم "الباهية"

ان الوزير "أبا احماد" كان متيما بحب و عشق زوجته المسماة الباهية، التي يقول عنها المؤرخون أن تنتمي الى قبيلة "الرحامنة" المعروفة حاليا بنفس الاسم و المتواجدة بمدينة بن جرير و ضواحيها على مساحات شاسعة، حيث لما صادفها أول مرة أعجبته و قرر الاقتران بها، فتمت الخطبة، و مباشرة بعدها أحضر أحسن الحرفيين و الصناع و أغلبهم من أهل مدينة فاس أصحاب الاختصاص في فن العمارة، و شرعوا في اعداد القصر، ليحتضن فيه زوجته المتيم بحبها، تجاوزت مدة بنائه نظرا لضخامته و فخامته ست سنوات، فشاءت الأقدار أن يتوفى قبل نهاية بنائه و دلك عام 1890 ميلادية.

من هو "أبا احماد"

هو أحد وزراء السلطان مولاي عبد العزيز العلوي، و اسمه هو احمد بن موسى، و يحكى عنه أنه كان أقوى وزير في تلك الفترة، و كانت لديه عدة جواري و متزوج بأربعة نساء، و كان يفضل من بينهن "الباهية" التي أطلق اسمها على القصر، كما يروى حوله أن كان يقوم باستقدام العازفين الى قصره من "العميان" تفاديا لمعاينه نسائه، و من أغرب و أقسى ما يثار حوله أن كان يقوم بعملية الاخصاء للعسس المكلفون بالحراسة، مخافة جرأتهم اتجاه زوجاته.

وصف قصر "الباهية"

يعتبر قصر الباهية من التحف المعمارية الفنية و من أجمل و أروع المعالم التاريخية بالمغرب، و كواحدة من أهم المآثر استقطابا للزوار و السياح و المهتمين من مختلف بقاع العالم، لكونه يشهد حقيقة على فن المعمار المغربي الإسلامي الأصيل، فو عبارة عن صرح ضخم يضم قاعات كبيرة، و أجنحة ملكية و عدة مرافق أخرى متنوعة بين حمامات و مطابخ وغرف .....، كما يحتوي على أحواض مائية بما في دلك الصهريج المشهور بالقصر و المعروف باسم "صهريج أبا احماد"، و مساحات خضراء تمتع الناظرين تضم أشجار و نباتات مختلفة، تتخللها نافورات الماء، إضافة الى بابه الضخم المطل على أحد الشوارع المهمة بمدينة النخيل مراكش، و مما يجعله تحفة بمعنى الكلمة هو تصميمه و هندسته المتميزة التي أشرف عليها المهندس المغربي "المسفيوي" بتكليف من الوزير، و يظهر دلك من خلال اتقان بنائه المتين و الصلب، و جمالية نقوشه و زخارفه بما في دلك تلك المنقوشة على الجبس بالحيطان و الأسقف و على أخشاب الأبواب و النوافذ و ترصيعه بناياته بالفسيفساء و التحف النادرة.

ما مصير قصر الباهية بعد وفاة "أبا احماد"

بانتهاء الوزير "أبا احماد" تعاقب على سكناه عدة شخصيات، و من أبرزهم شقيق "لكلاوي" المسمى "تهامي"، الدي استقر به عام 1906 ميلادية، و بعدها سكن به " الحاج محمد المقري" خلال عام 1912 ميلادية، و في نفس السنة و خلال وقوع المغرب تحت الحماية الفرنسية، اتخذ منه المارشال "اليوطي" كمقر لإقامته، و بعد تم اصدار ظهير شريف بحمايته ضمن الآثار المهمة المشكلة للمعالم و الآثار التاريخية بالمملكة المغربية الواجب حمايتها و صيانتها و دلك عام 1924 ميلادية.

أهمية قصر الباهية بالنسبة لمدينة مراكش الحمراء

ان قصر الباهية الى جانب مجموعة من المعالم الأثرية العريقة من قبيل جامع الكتبية، المنارة، ساحة جامع الفناء، حدائق ماجوريل، المدينة القديمة "الملاح" و غيرهم كثيرا، تعد من أهم و أحسن الأماكن المفضلة في مدينة مراكش، من قبل السياح الدين يتوافدون عليها لزيارتها بشكل يومي و على مدار السنة، مما يساهم في التنمية المحلية و الرواج الاقتصادي و خلق فرص للشغل، و كدلك يزيد في الاشعاع الثقافي الدولي للمدينة الحمراء، التي أصبحت من الوجهات الأولى للسياحة عبر العالم، لا سيما أن أغلب النجوم و المشاهير في الفن و الرياضة و السياسة و الثقافة و غيرهم يتوافدون عليها، بل و منهم من فضل الاستقرار بها.

خلاصة

ان المدينة الحمراء، و نظرا لإشعاعها و شهرتها العالمية، و لكونها أصبحت من أهم المدن السياحية في المغرب و كدا على مستوى العالم، كأول القبلات المفضلة للسياح عبر العالم، فهي تسير على درب التطور و التنمية بشكل رائع، و يظهر دلك من خلال الاهتمام ببنياتها التحتية و تشجيع قطاع السياحة و محاولة تطويره و الرفع من مستواه الى أعلى الدرجات، من خلال الفنادق و المطاعم المصنفة و المنتجعات و الطرق و المواصلات المتنوعة و كل المرافق الضرورية، فأصبحت فعلا من أحسن المدن السياحية على الصعيد الدولي، و لا يفوتنا في هدا المقال التنويه بمجهودات الدولة و السلطات المحلية و الجماعات الترابية و كل القوى و الفعاليات المدنية بما يقومون به من مجهودات سعيا لتحسين أداء المدينة، و التي تستوجب ضمان استمراريتها و مسايرة التحولات و التطورات التي يعرفها العالم لتبقى دائما في الصدارة.

تعليقات