اكتشف جذور الصويرة القديمة وأهم مراحل تطورها من موكادور التاريخية إلى مدينة الرياح الشهيرة
تُعدّ مدينة الصويرة، المعروفة تاريخيًا باسم "موغادور" ولقب "مدينة الرياح"، واحدة من أبرز مدن الساحل الأطلسي المغربي التي تجمع بين ذاكرة بحرية قديمة وتخطيط حضري حديث نسبيًا.
بفضل مبانيها الساحرة وأسوارها المنيعة وثقافتها الغنية، أصبحت الصويرة اليوم من أجمل الوجهات السياحية، خصوصًا لدى محبي التاريخ والفنون المعمارية التقليدية وكل من يبحث عن تجربة ثقافية أصيلة.
تاريخ مدينة الصويرة "موكادور" وحضارتها
تحمل الصويرة تاريخًا ممتدًا عبر العصور، إذ بدأ الموقع نشاطه البحري منذ العهد الفينيقي، ثم تعاقبت عليه حضارات مختلفة شكّلت هويتها الثقافية والاقتصادية.
ومع مرور الزمن، تحولت المنطقة إلى مركز مهم للتبادل التجاري البحري والثقافي، ما جعلها محط أنظار القوى العالمية التي رأت فيها موقعًا استراتيجيًا فريدًا على الساحل الأطلسي.
ومع تأسيس المدينة الحديثة في منتصف القرن الثامن عشر، اكتملت صورة الصويرة كمدينة تجمع بين عمق التاريخ وروح الحداثة، محافظةً على إرثها العريق.
أصل تسمية مدينة الصويرة وتاريخ تأسيسها
تعود تسمية "الصويرة" إلى كلمة محلية ترتبط بـ"السور/ التسوير"، نسبة للأسوار التي تحيط بالمدينة العتيقة، أما اسم "موغادور" MOGADOR فمرتبط بأصل فينيقي "Migdol" بمعنى "حصن صغير".
تأسست الصويرة الحديثة في منتصف القرن الثامن عشر في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، و ذلك ضمن مشروع سلطاني لإنشاء ميناء مخطط ومنظم.
أهمية الموقع الاستراتيجي لمدينة الصويرة قديمًا
- جسر بحري للتجارة والملاحة الدولية
- نقطة مهمة لاستغلال الرخويات والمحار منذ العهد الروماني
- مركز مهم للتجارة البحرية في العصور اللاحقة
وفي منتصف القرن الثامن عشر، أعاد السلطان سيدي محمد بن عبد الله تصميم المدينة بالكامل بأسوار وأبواب قوية جعلتها حصنًا منيعًا أمام الهجمات البحرية.
مقاومة قبائل الشياظمة للمستعمر
بعد إقامة البرتغاليين لحصن قصير العمر في موغادور (1506–1510)، كان وجودهم محدودًا ولم يستمر طويلًا، ولم يتم توثيق مقاومة منظّمة بقيادة الشيخ الجزولي في هذا السياق، إذ توفي الشيخ سنة 1465 قبل هذه الأحداث.
كانت السيطرة على المنطقة متقطعة، وانتهى الوجود البرتغالي بعد حوالي أربع سنوات دون تحقيق سيطرة دائمة، ليعود السعديون لاحقًا لتعزيز نفوذهم على الساحل الأطلسي.
خلال عهد السلطان سيدي أحمد المنصور، تم تطوير مشاريع تجارية وصناعية كبيرة في المغرب، منها تنمية تجارة السكر ومجالات اقتصادية أخرى، كما شهدت المدن الساحلية، بما فيها الصويرة، تحسينات عمرانية ومينائية ضمن سياسة تعزيز التجارة البحرية والربط بالمحيط الأطلسي.
أبرز المحطات التاريخية لمدينة الصويرة (موكادور)
|
الفترة
التاريخية |
أهم
الأحداث |
الجهات
المتحكمة |
|
العصور
القديمة |
نشاط بحري
قديم بالموقع ومحيطه |
بدون تأسيس
مدينة بالشكل الحالي |
|
العهد
الروماني |
استغلال
الجزر القريبة لإنتاج الصباغة الأرجوانية |
الإمبراطورية
الرومانية |
|
1506 – حوالي 1510 |
حصن
برتغالي قصير العمر (Castelo Real) |
البرتغاليون |
|
منتصف
القرن 18 |
تأسيس
وتخطيط المدينة المحصنة والميناء ضمن مشروع سلطاني |
الدولة
العلوية (سيدي محمد بن عبد الله) |
|
2001 |
إدراج
المدينة العتيقة ضمن التراث العالمي |
اليونسكو |
ازدهار مدينة الصويرة في عهد المولى محمد بن عبد الله
يُعتبر عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله العصر الذهبي للصويرة، حيث انفتح المغرب على العالم عبر اتفاقيات دولية عززت التجارة البحرية.
- بُنِي حصن مرسى موغادور
- تم تجهيز الميناء للصيد طوال السنة
- شُيِّدت مؤسسات وإدارات جديدة
- طُوِّر العمران مع الحفاظ على التراث التقليدي
أهم المعالم التاريخية بمدينة الصويرة
المدينة القديمة
مدينة عريقة تتميز بأزقتها الضيقة وبناياتها التقليدية، محاطة بسور ضخم يشكل حصنًا دفاعيًا، بنائها صلب و متين لازال صامدا رغم مرور السنين، وقد تم إدراجها ضمن التراث العالمي لليونيسكو سنة 2001.
![]() |
| أزقة ضيقة وسور حجري يروي قصص الصويرة القديمة منذ قرون |
الملاح
جزيرة موغادور
![]() |
| مشهد حديث لسقالة الصويرة الشهيرة حيث يلتقي التاريخ بجمال البحر |
خلاصة
تظل مدينة الصويرة واحدة من أجمل المدن المغربية وأكثرها شهرة داخل وخارج المملكة، وذلك بفضل تاريخها العريق، تراثها المعماري، وعاداتها الأصيلة.
هل سبق لك زيارة مدينة الصويرة أو اكتشاف معالمها التاريخية المدهشة؟ شاركنا رأيك وتجربتك في التعليقات، فمساهمتك تساعد القرّاء الآخرين وتدعمنا في تقديم محتوى أكثر غنى حول تاريخ المغرب ومدنه الساحرة.


