مسجد الحسن الثاني تحفة فنية معمارية ومركز روحي في قلب الدار البيضاء
يعد مسجد الحسن الثاني أهم معالم مدينة الدارالبيضاء، فإضافة الى كونه أكبر مسجد محليا و وطنيا و افريقيا، و ثالث أكبر مسجد في العالم، يحج اليه العديد من المصلين لأداء الصلاة في جو هادئ بفضاء يسحر العيون جزء كبير منه فوق مياه البحر، كما يعرف توافد أعداد كبيرة من السياح من مختلف بقاع العالم، الدين يعشقون فن العمارة الإسلامية الرائعة.
مسجد الحسن الثاني تحفة فنية معمارية ومركز روحي في قلب الدار البيضاء |
رمزية مسجد الحسن الثاني داخل المملكة المغربية
يقف مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء شامخًا على ساحل المحيط الأطلسي، و له قيمة كبيرة داخل المملكة المغربية، فهو يمثل رمزًا للدين الإسلامي الدي تدين به الأمة المغربية و تشبت به، كما يمثل فن وجمال العمارة الإسلامية المغربية الأصيلة، و هو معلمة دينية و ثقافية مهمة بحكم كونه يعتبر من أكبر المساجد في العالم، و هو لا يجذب فقط المصلين الراغبين في أداء الصلاة بهذا المسجد الفسيح و التحفة الفنية، بل يجدب أيضًا عددا كبيرا من السياح الذين يتوافدون عليه يوميا و على مدار السنة، للاستمتاع بجمال تصميمه وروعة موقعه المطل على المحيط الأطلسي.
التخطيط و بناء المسجد و مدة المشروع الضخم
تم الشروع في بناء مسجد الحسن الثاني فعليا بتاريخ 11 يوليوز من عام 1986 ميلادية، تنفيدا لفكرة عبقرية من الملك الراحل الحسن الثاني، حيث أراد إنشاء صرح ديني مميز يعكس الثقافة المغربية ويكون رمزا تفتخر به الأمة المغربية و الأمة العربية كافة، و قد استغرق البناء مدة ست سنوات، ليتم افتتاحه رسميًا بتاريخ 30 غشت من عام 1993 ميلادية في وجه المصلين و الزوار من مختلق البقاع، و قد تزامن يوم افتتاحه بدكر عيد المولد النبوي الشريف، أما من حيث عملية بنائه فقد شارك في تشييد المسجد ما يزيد عن 10,000 عامل وحرفي، و مجموعة من المهندسين و المختصين في مجال البناء و المعمار، مما يعكس الجهد الجماعي الكبير الذي تم بذله لإنجاز هذا المشروع العملاق.
التصميم و مهندسه لمسجد الحسن التاني
يمثل تصميم مسجد الحسن الثاني مزيجًا فريدًا من العمارة التقليدية المغربية الأصيلة، والتقنيات و الوسائل الحديثة، و قد تم اعداد تصميم المسجد من قبل المهندس الفرنسي ميشيل بينسو، الدي عاش في المغرب لمدة طويلة و الدي كان بارعا في الهندسة المعمارية الاسلامية التي غاص في أعماقها و استلهم جمالها، لدلك حافظ عليها في تصميمه لهده اللمة الدينية الضخمة، و قد استُخدم في بنائه مواد البناء محلية أصيلة مثل الرخام وخشب الأرز المنقوش والفسيفساء، و ما زاده شموخا هو بناء مئذنته الشاهقة التي يصل ارتفاعها إلى 210 أمتار، مما يجعلها الأعلى في العالم، وهي مزودة بتكنولوجيا الليزر التي تشير إلى اتجاه مكة المكرمة ليلاً.
وصف و سعة المسجد التحفة
عند دخول المسجد، يسحرك الجمال الحقيقي لفن المعمار و الهندسة، من خلال كل تفاصيل الزخارف الداخلية الرائعة و التي تشمل النقوش الإسلامية الساحرة، و الأقواس والأعمدة الضخمة المزينة بالفسيفساء، مع الثريا و التحف المتنوعة، كما أن سقف المسجد مزود بنظام آلي يمكن فتحه أوتوماتيكيا للتهوية و ولوج الهواء النقي لا سيما خلال فصل الصيف، أما من حيث القدرة الاستيعابية للمسجد فيمكنه استيعاب حوالي 25,000 مصلٍ في داخله، بالإضافة إلى 80,000 في الساحة الخارجية.
موقع و اطلالة المسجد على المحيط الأطلسي
يتميز مسجد الحسن الثاني بموقعه الفريد على ضفاف المحيط الأطلسي، حيث بني جزء كبير منه فوق البحر، مما يعطيه إطلالة خلابة تجعل الزوار يشعرون بأنهم يصلون فوق مياه البحر الزرقاء، و بدلك يوفر الموقع مشاهد طبيعية رائعة، وبيئة هادئة للتأمل و الخشوع في الصلاة، كما يضفي جمال البحر وأصوات أمواجه شعورًا رائعا يبث في النفوس السكينة و الطمأنينة و الراحة.
أهم التكنولوجيات الحديثة التي أيفت لتجهيزات المسجد
لم يقتصر بناء المسجد على التقنيات التقليدية فقط، بل تم دمج أحدث التقنيات الحديثة لضمان راحة الزوار والمصلين، حيث يحتوي المسجد على نظام تدفئة تحت الأرض، ونظام صوتي متقدم يضمن وضوح صوت المؤذن عند الأذان و صوت و حديث الخطيب عند القاء الخطبة، كما أن المئذنة مزودة بمصعد يصل إلى القمة، مما يوفر إطلالة بانورامية رائعة على مدينة الدار البيضاء والمحيط الأطلسي.
الدور الاجتماعي والديني لمسجد الحسن الثاني
يعتبر مسجد الحسن الثاني مركزًا للنشاط الاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلى دوره الديني، يحتوي هدا المجمع على مكتبة كبيرة، ومدرسة لتعليم القرآن، إضافة الى مركز ثقافي كمعرض للفن الإسلامي، كما ينظم بالمسجد العديد من الفعاليات والأنشطة الدينية والثقافية التي تعزز من دوره كمركز للتواصل والتعليم الروحي.
أهمية المسجد في السياحة و الاشعاع الثقافي للمغرب
أصبح مسجد الحسن الثاني من أهم الوجهات السياحية الرئيسية داخل مدينة الدار البيضاء خاصة و بكل ربوع المملكة عموما، حيث يجذب السياح من جميع أنحاء العالم للتعرف على روعة معماره و هندسته وعظمة بناياته الممتد جزء كبير منها فوق مياه البحر، حيث يستفيد الزوار بالاستمتاع بجولات سياحية منظمة تتيح لهم اكتشاف تاريخه وتصميمه الداخلي والخارجي، الشيء الدي يساهم في تعزيز السياحة الثقافية والدينية في المغرب عموما، و بمدينة الدار البيضاء خصوصا.
خلاصة
يبقى مسجد الحسن الثاني رمزًا للإبداع المعماري المغربي الأصيل، يعكس أهمية المجال الديني والروحي داخل المغرب، فهو يمثل جزءًا مهمًا من الهوية المغربية الإسلامية، كما أصبح هدا المسجد فخرا لكل المغاربة و دلك باحتضان بلدهم المغرب على أحد أكبر المساجد في العالم، كما أنه زيادة على دوره الديني و الثقافي، فهو أيضا يواصل جذب الزوار من جميع أنحاء العالم من يساعد في اشعاع المملكة دوليا و قاريا، كما أن هدا الصرح الديني الكبير سيظل شاهدًا للأجيال اللاحقة على ايمان و عبقرية أسلافهم.
اكتشف المزيد